الوعي الأصولي مهيمن على كل شيء في حياتنا ومن خبرتي المتواضعة كصحفي ..
يا ما حضرت عشرات الأمسيات الأدبية وسمعت فيها ديباجات دينية..
كأنها مفتتح خطب جمعة ………………………….. ومافيش أكتر من البرامج الدينية والرياضية في العالم العربي..
دول بيتكلموا عن “الحلال والحرام” ودول بيغطوه تحت ثنائية “صح وغلط”.. …………………………..
وتلاقي كاتب شاب في ندوة بيكلمك عن أهمية النقد عشان يعرفه “السلبيات” و”الإيجابيات”.. يعني “الحلال” و”الحرام” بتاع الكتابة
…………………………………….
وللأسف أنا نفسي بدأت أكره الندوات من كتر ما ألاقي واحد طالع يقول لي :
قصتك جميلة بس هدفك منها إيه ؟ ماينفعش طبعا أقول له إن ماكنش عندي أي هدف غير إني أكتب القصة.. فأقوله أنا بناقش الوحدة الوطنية ونبذ الإرهاب والتمسك بالأخلاق الحميدة
………………………………
دا غير أكذوبة “الأدب الإسلامي” وأكذوبة “أسلمة العلوم” وأكذوبة “السينما النظيفة” يعني مافيش فيها بوس وأحضان ومايوهات
………………………………..
هايقولك وأنت منزعج ليه من انتشار الأدب الإسلامي والإبداع اللي بيحث على الفضيلة ؟
ها أقوله أكبر أكذوبة أساساً ربط “الدين” ب “الأخلاق” وتصور أن كل متدين على شاكلة ديني ومذهبي فهو خلوق وفاضل بالضرورة..
وياما فيه متدينين ومرتديات نقاب ومطلقي لحى ومحافظين على الصلوات الخمس..
ومافيش عندهم أدنى حس أخلاقي ولا جمالي ولا ذرة فضيلة ولا تثق في كلمة واحدة بيقولوها..
ولو مش مصدقني هات لي تفسير لارتفاع ظواهر التدين وطقوسه وشكلياته في حين معظم المجتمعات العربية والإسلامية منهارة أخلاقيًا وفيها أكبر نسب فساد ولصوصية وتحرش
……………………………
فأصبحت علاقاتنا بالأديان عموما زي العاهرة اللي طول الوقت بتحاضر فينا عن الشرف والأمانة والمحبة..
لأنها ببساطة لو شافت حقيقة نفسها هاتنتحر..
لكن الأسهل طبعًا إنها تفجر نفسها في الأبرياء بشكل عشوائي.. وتاخد الثواب من ربنا كمان
…………………………….